6 أغسطس مصر بتفرح ... يوم ما فرحنا

"قوة.. فخر.. عِزة.. انتماء.. وطنية.. فرحة.. نصر.. تشجيع.. بناء.. ابتكار".. وغيرها من الكثير من الكلمات التي لا تستطيع أو تكفي لوصف شعورنا تجاه مشروعنا القومي "مشروع قناة السويس"، ومصر بتفرح وستفرح كثيرًا ليس فقط من بداية يوم 6 أغسطس –يوم افتتاح القناة- ولكنها ستفرح أيضًا بعزيمة ومثابرة أبنائها وقدرتهم على تحقيق حلم رآه كثيرون أنه أشبه بالمستحيل.

فالانتهاء من حفر قناة السويس وكافة الأعمال الإنشائية بها في عام هو خير وأشد دليل على أننا كمصريون إذ أردنا أن نحقق شئ سنحققه، وحتى الآن يتردد في أذني كلمات الرئيس السيسي خلال تدشين المشروع وبدايته، فيومها قال «مستعدين نبيع أنفسنا علشان خاطر مصر وناسها»، «حفر الأنفاق سيكون بسواعد المصريين..معندناش وقت.. إحنا بنسابق الزمن ومتأخرين أوى.. عايزين نبنى بلدنا ومش هنبيع وهم للناس».

فحقًا يا سيادة الرئيس لن ولم تبيعوا وهمًا لنا، فأنتم لن تقدموا لنا مشروعًا سيضاعف من العوائد الاقتصادية فقط، ولن يجلب لنا العديد والعديد من الاستثمارات فقط، ولن يعلي ويصقل من قيمة مصر في العالم فقط، بل قدمتم لنا ما هو أغلى وأثمن من كل ذلك؛ فقد أعدتم لنا الإيمان بقوتنا وصلابتنا ومثابرتنا كمصريين، فخلال السنوات الأخيرة، ضلّ بعض المصريين عن طريقهم، فرقتهم الألاعيب السياسية ومصالح بعض النخب السياسية، وكانت بداية العودة مع ثورة 30 يونيو المجيدة، عدنا من جديد يدٍ بيد، ولكن كان أمامنا وطن يحتاج للبناء ويحتاج إلى ترجمة ثورتنا المجيدة إلى أفعالٍ.

وجاء إعلان الرئيس السيسي عن تنفيذ مشروع قناة السويس ليكون المشروع القومي الذي أعاد إلينا الشعور القومي والحس الوطني، مشروع جمّع الشعب حول هدف واحد، واسترجعنا الأمل والوجدان مثل أيام تأميم القناة وأيام بناء السد العالي.

هذا المشروع الذي ولّد لدينا الكثير من الطاقات واتخذته العديد من الهيئات قبلة للإبداع والابتكار والانتماء للوطن، وعكس روح ونور الوطن الذي يكمن داخل كل شخص منا، ونتمنى أن يخرج لينير لنا حياتنا جميعًا.

وفي الواقع أنا لست هنا لأستعرض ما سيحققه المشروع من إنجازات وما سنجنيه من عوائد اقتصادية، ولست هنا لأبرر للجماعة الإرهابية كيف نجح السيسي ونجحنا في تنفيذ هذا المشروع في عام، فالمواقع والصحف العربية والعالمية زاخرة بالتقارير والأرقام التي تؤكد هذا النجاح بإعتباره الحدث الأكبر على الإطلاق في السنوات القادمة.

ولكني أود أن أبعث برسالة حب وتقدير لكل من عمل على هذا المشروع، فتحية إلى هؤلاء الـ 41 ألف عامل مصري، الذين عملوا على حفر القناة، رافضيين أخذ أي أجازات وظلوا بعيدًا عن أسرهم، حتى أنهم رفضوا ترك مواقعهم خلال أجازة عيد الفطر حتى ينتهوا من أعمال الحفر وتجهيز القناة للافتتاح.

وتحية لرجال الدولة الذين وضعوا هدف تنفيذ المشروع في فترة وجيزة، وخططوا له وصمموا على تنفيذه في عام ليس أكثر، جلبوا المعدات ونظموا وعملوا بأيديهم في المشروع، وهناك رجال الأعمال الذين مدوا أياديهم للاستثمار في المشروع وقدموا مسؤوليتهم المجتمعية تجاه البلاد في مشروعات تنموية مستدامة سيكون لها أثر اقتصادي للجميع.

وتحية لمنظمات المجتمع المدني التي شحذت الجهود وقدمت كافة عناصر الدعم والمؤازارة للمشروع، والأفراد الذين شاركوا وتبرعوا وساهموا في دعم هذا المشروع عن طريق شراء الأسهم.

وتحية وتقدير للرئيس السيسي الذي ألهمنا الحلم الجميل وحققه معنا، والذي لن نستطيع أن نوفيه حقه على الأمل الذي بعثه فينا من جديد.

ويوم 6 أغسطس ستتوجه أنظار العالم إلينا ليشهدوا افتتاح مشروع هدية "أم الدنيا للدنيا" بحضور زعماء وقادة من مختلف قارات العالم، يشهدوا افتتاح أهم مشروع قومي مصري عالمي تم تنفيذه بتمويل وأيادٍ مصرية خالصة.


و#مصر_بتفرح، سيكون يوم 6 أغسطس بمثابة عيد قومي لكل المصريين، وسيكون مصدر فخر وإلهام للأجيال القادمة ولسنوات كثيرة متعاقبة.

تم نشر الموضوع على أخبار اليوم بتاريخ 6 أغسطس 2015 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق