"الإرهاب.. ظاهرة عالمية بأيدي محلية"

أصبح واضحاً للجميع أننا نواجه على مستوى العالم كله مرحلة جديدة من "الإرهاب"، حيث أصبح الإرهاب بحق ظاهرة عالمية، فالمصريون ليسوا الوحيدين الذين يواجهون قوى الشر والرجعية، ففي ظرف 24 ساعة بالأسبوع الماضي تعرضت كل من مصر وفرنسا واليمن لهجمات إرهابية، اختلفت أسبابها المعلنة وتفاصيلها ولكن تشابهت في الهدف منها، فكل هذه الهجمات في النهاية تستهدف النيل من أمن وسلامة الشعوب واستقرار الدول. كما أن هذه الهجمات الإرهابية في هذه الدول الثلاث وغيرها لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة.

فبالنسبة لمصر كلنا نعيش الحرب التي تخوضها البلاد ضد الإرهاب، والتي بدأت منذ سقوط الإخوان وخروجهم من سدة الحكم بعدما رفضهم الشعب المصري ورفض ممارساتهم ضده وضد البلاد. وكانت آخر العمليات الإرهابية التي تمت في مصر كالعادة عملية خسيسة تمت صباح يوم الثلاثاء الماضي على يد إحدى الجماعات الإرهابية التي تتخذ من الإسلام ستاراً لها، وانتهت باستشهاد ضابط الإدارة العامة للحماية المدنية وهو يحاول أن يبطل مفعول العبوة الناسفة التي زرعها الإرهابيون بجوار قسم الطالبية.



ومنذ الشهر الماضي وفرنسا تتعرض لسلسلة من الهجمات الإرهابية، والتي بدأت بهجوم مجهول على أحد عناصر الشرطة أثناء الاحتفالات بأعياد الكريسماس وهو يردد "الله أكبر"، وبعدها مرت فرنسا بسلسلة من الهجمات المتوالية التي أثارت حالة من الذعر بين الفرنسيين وكان آخرها وأكثرها فداحة الهجوم الذي نفذه 3 مجهولون ملثمون صباح يوم الأربعاء الماضي على صحيفة "شارلي إيدو" الساخرة وهم يرددون "الله أكبر" أيضاً!..وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل 11 حتى الآن وإصابة 10 آخرين نصفهم حالتهم خطرة. وقد أوضح المراقبون قلقهم من أن فرنسا تواجه هذه الفترة خطر أمني كبير ونوع جديد من الإرهاب وهو "الإرهاب المحلي" والذي يتم من خلال فرنسيين سواء من أصول عربية/ إسلامية أو فرنسيين أصليين التحقوا بتنظيمات إرهابية مثل داعش وغيرها.

من ناحية أخرى واجهت اليمن في صباح نفس اليوم –الأربعاء الماضي- هجوماً كبيراً على تجمع للطلبة المتقدمين للتسجيل بكلية الشرطة اليمنية بالعاصمة صنعاء عبر سيارة مفخخة، أسفر عن مقتل 40 شخص وإصابة 71، وحتى الآن لم تعلن أي جهة مسئوليتها عن الهجوم، وإن كانت التكهنات الأولية تحصر منفذي هذه العملية الإرهابية ما بين إما الحوثيين أو تنظيم القاعدة، حيث سبق أن شنت هذه الجماعات هجمات مماثلة في ظل الصراع الطائفي الذي بدأ منذ عدة أشهر ما بين الحوثيين والقاعدة للسيطرة على البلد.
ماذا نستنج إذاً من كل هذه الهجمات الإرهابية؟..كل هذه الهجمات تعكس بالطبع أننا نواجه إرهابيين أكثر عنفاً وتطوراً وتدرباً من الماضي، كما تستدعي هذه الهجمات تدخل أمني فوري، وهو بالفعل ما يحدث حيث قامت أكثر من دولة مؤخراً برفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى.

ولكن الإكتفاء بالحل الأمني لن يحل أبداً هذا الوضع، ولكن لابد أن يتم بالتوازي معه استخدام الحل الفكري، فكل هذه الهجمات الإرهابية يقودها مجموعة من المرتزقة الذين يسعون للمال والسلطة ولكنهم في سبيل القيام بها يقومون عن طريق غسيل العقول بالسيطرة على العديد من ضعاف النفوس والجهلاء لينفذون هم هذه الهجمات ويساعدونهم في نشر الفكر الإرهابي وتجنيد إرهابيين جدد يحققون لهم أهدافهم الدنيئة.

ولذلك أشدد على أن للأزهر الشريف دور تنويري عالمي هام في توعية المسلمين –وبالطبع على رأسهم المصريين- بالفكر الإسلامي الوسطي الصحيح، لأن هذه الهجمات لا تسعى فقط لتدمير الدول ولكنها تسعى لتشوه صورة الإسلام حول العالم أيضاً.


فبنشر الفكر الوسطي ومبادئ حرية الفكر والتعبير سنتمكن من محاربة الإرهاب، وكذا مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا التي انتشرت في الغرب وصار يتبناها العديد من الغربيين الذين صدّرت لهم هذه العمليات الإرهابية أن الإسلام دين سفك دماء وغوغائية.

الموضوع تم نشره على بوابة فيتو الإخبارية بتاريخ 14 يناير 2015

رابط الموضوع على بواية فيتو


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق