حروب "الجيل الرابع" وضرورة وجود إعلام بديل

أثناء متابعتي في الفترة السابقة لبعض برامج "التوك شو" والتي ربما جاء متابعتها عن طريق الصدفة لا أكثر، أصبت بصدمة كبيرة من كمية المعلومات المغلوطة والتوجيه المباشر الذي يبث من خلال تلك البرامج، وكيف أننا اصبحنا نواجه وبقوة الحروب الفكرية، تلك التي لا تعتمد على إحتلال أرضك ولكن عقلك، حيث تعمل على نشر الفتن من خلال استخدام المعلومات الملونة والمغلوطة لتحقيق أهداف ومصالح سياسية، لذلك فأحد أهم أدواتها هو "الإعلام"، وما يبثه يوميا من معلومات يتم توجيه الجمهور بشكل واضح من خلالها، يكفي فقط أن تركز على كل السلبيات وأن تركز على كلمات معينه ترسخها بداخل الأفراد، مثل" ظلم وقمع والدم المصري رخيص"، مع تكرار نغمة التحسر على أحوالنا وما نعانيه من فقر وبطالة، بالإضافة إلىالتجاهل الفج في نفس الوقت للخطر الذي يحيط ببلادنا من كل الجهات، ولمجهودات رجال الجيش والشرطة، وقد حذر الرئيس" عبدالفتاح السيسي" في أكثر من خطاب وتصريح من ذلك النوع من الحروب "حروب الجيل الرابع" مؤكدا على خطورتها الشديدة خاصة على الشباب.


فحقاً قد فاض الكيل من بعض برامج " التوك شو" التي تمتليء ببعض الإعلاميين الذينيفتقدون أبسط قواعد المهنيه والمصداقية، يبثون طوال اليوم آراء شخصية وأخبار مجهولة المصدر على أنها حقائق،لذافنحن بحاجه حقيقيهلوجود إعلام بديل، وأن نركز بشكل أكبر على "صحافة المواطن"، حيث يصبح الفرد العادي هو ناقل الأخبار الصحيحة عبر وسائل التواصل الإجتماعي كالفيس بوك أو غيره، وذلك إلى أن يتوفر لدينا إعلام وطني واعي، وإعلاميين مثقفين يحبون بلدهم.

 ولكن في نفس الوقت علينا وضع معايير للأخبار المنشورة على مواقع التواصل الإجتماعي حتى لا نقع في فخ المعلومات الخاطئه مره أخرى ، فتلك المواقع مليئه بشباب حماستهم تسبق عقولهم من السهل التأثير عليهم، لذلك علينا أن ندرك أنها سلاح ذو حدين،فقد روجت العديد من الشائعات والمعلومات المغلوطة أيضا عبر تلك المواقع، لذلك فهي بديل جيد ولكن علينا الحرص والتأكد من صحة أي خبر.


ولذلك أدعو شبابنا أن يكونوا أكثر وعيا وحرصا، وألا ينساقوا إلى أي مؤامرات خارجية تهدف إلى السيطرة على عقولهم واستخدامهم في تخريب وزعزعة أمن الوطن من خلال وسائل غير مباشره عن طريق "الإعلام الموجه"، وعلى الدوله أيضا أن تضع معايير لما يُقال في الإعلام وتحاول بكل الطرق السيطرة عليه.


وأنا لا أدعو هنا إلى الحجب أو المنع من الحريات ، فهناك فرق كبير بين السيطرة على الأكاذيب وبين القمع حتى لا نخلط الأوراق كما نفعل دائما، ونأتي بعد ذلك ونشكو بما تفعله الدولة من قمع لحرياتنا!!فما أدعو إليه واؤكد عليه دائما هو ضرورة إدراكنا لخطورة المرحلة التي تمر بها البلاد وأنه بدون وعي المواطنين لن نصل إلى مرحلة الإستقرار، خاصة وأننا على أعتاب "الانتخابات البرلمانية" الخطوة الأخطر والأهم نحو استكمال تلك المرحلة. 


فنحن الأن أمام عدو خفي يحاول السيطرة على عقولنا، ويقوم بترويج الشائعات والمعلومات المضلله من خلال " وسائل الإعلام" من أجل إثارة الرأي العام وترويج البلبله التي هدفها في النهايه ايصال فكره"فشل الدولة" للمواطنين، ولذلك فإن وعينا بخطوره هذا الأمر هو وحده من سيمنع ذلك ويقطع عليهم طريق التخريب حتى نصل في النهاية إلى ما نريده جمعيا وهو إستقرار الوطن وخروجه من تلك المرحلة المظلمة.

تم نشر الموضوع على الجمهورية أونلاين بتاريخ 13 أكتوبر 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق