الانتخابات البرلمانية.. الخطوة الأخيرة نحو الاستقرار

أيام تفصلنا عن أول انتخابات برلمانية في مصر بعد ثورة 30 يونيه ، المزمع اقامتها تبعاً لما أصدرته اللجنة العليا للانتخابات يوم 18 أكتوبر المقبل، تلك الخطوة الأخيرة التي تنتظرها مصر من خطوات التحكم في المصير كما قال الرئيس /عبدالفتاح السيسي، حيث كانت أولى الخطوات هي الاستفتاء على الدستور ثم الانتخابات الرئاسية والآن تكتمل بالانتخابات البرلمانية.


وفي هذا السياق قد لفت انتباهي انتشار الدعوات التي تحث على مقاطعة الانتخابات، هل لهذه الدرجة نحن لا نتعلم من أخطائنا؟! ندعو نحن للمقاطعة في الوقت الذي تكثف فيه الأحزاب الدينية والأحزاب الأخرى المحسوبة على النظام القديم دعايتها وتستغل فقر الناس وعدم وعيهم من خلال تقديم الرشاوي الانتخابية وخصوصاً في المناطق الريفية وفي صعيد مصر، فبهذا ندع لهم المجال ثم نبكي ونشتكي بعد ذلك من سيطرتهم على البرلمان وتحكمهم في اصدار القوانين التي تضر مصلحه البلد، هذا بالإضافة إلى أن الاعتراض من خلال المقاطعة ماهو إلا عرقلة لعجلة التنمية حيث أثبت فشله التام في الأربع سنوات الماضية.


علينا أيضاً أن ندرك مدى خطورة البرلمان القادم وما يتيحه له الدستور من صلاحيات كبيرة للغايه ، لذلك لابد وأن نكون على درجة كبيرة من الوعى في اختيار المرشحين، وفي سبيل تحقيق ذلك علينا حث الشباب على بلورة جهودهم في شكل كيانات وأحزاب سياسية قادرة على المشاركة الفعالة في الانتخابات القادمة ، فهناك نحو 40 مليون شاب وفتاة لهم صوت انتخابي وهذا يعد مؤشر إلى أن الكتلة التصويتية للشباب تعد قوة لا يستهان بها، وهذا ما يؤمن به الرئيس /عبد الفتاح السيسي وعبر عن ذلك في أكثر من مناسبة، حيث يؤكد دائماً على أهمية دور الشباب وضرورة الاستعانة بهم وتأهيلهم لتولى القيادة، لذلك لابد أن يكون لهم دور واضح على أرض الواقع سواء من خلال ترشيح أنفسهم في الانتخابات البرلمانية القادمة أو من خلال توعية الناخبين وخاصة الشريحة البسيطة التي يسهل السيطرة عليها والتأثير على رأيها من خلال الرشاوي الانتخابية أو التوجيه الخاطيء.

 والدور هنا لا يتوقف فقط على الشباب ، فعلينا أن نتكاتف جمعياً مدركين خطورة المرحلة التي تمر بها بلادنا، فعلى الجميع المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة حتى لا ندع الفرصة لتجار الدين والمنتفعين من السيطرة على البرلمان ، فعلى كل من شارك في ثورة 30 يونيه أن يدرك أن دوره لم ينتهي بعد ، وعليه المشاركه في تكملة مسيرة اصلاح الوطن، ويأتي دورنا من خلال المبادرة بتوعية المحيطين بنا من الأهل والجيران والأصدقاء بضروره اختيار المرشحين الذين لهم برنامج انتخابي حقيقي يهدف إلى خدمه المواطنين بحق ،وضروره حث الجميع على النزول والمشاركه في الانتخابات وإلغاء فكره المقاطعه التي عانينا منها كثيراً الفتره الماضيه.


فكما ترون هم يحشدون بطرقهم الملتويه من خلال الرشاوي واستغلال الجهلة والسذج، ونحن سنحشد من جانبنا بالعقل والمنطق والحقائق ، فأدعو الجميع وأنا أولهم بضرورهتنظيم حملات توعية في المناطق الريفية وصعيد مصر والمناطق العشوائية لأنها أكثر المناطق التي يتم شراء الأصوات بها مستغلين حاجه وفقر سكان هذة المناطق.


 وفي النهاية أنا أؤكد بأننا إذا تعاونا جميعاً بتوعيه المواطنين بدورهم في الفتره القادمه ستكون معقل صامد أمام التتار الاستعماري الغاشم، وستظل هكذا دائما بعزم مواطنيها من جميع الطوائف والأعمار ومثلما فعلنا من قبل وحشدنا من خلال حملة تمرد التي بدأت بمبادرة شبابية ثم شارك بها بعد ذلك كل جموع الشعب وتمكنا في وقت قليل جداً من القضاء على حكم جماعة الأخوان الإرهابية، فأنا على يقين بقدرتنا على فعل ذلك والحشد مرة أخرى حتى ننهي آخر خطوات بناء دولتنا ووضع أسس التنمية لتصبح مصر بالفعل " أم الدنيا" .


 تم نشر الموضوع على الجمهورية أونلاين بتاريخ 10 سبتمبر 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق