لماذا أحب عبد الناصر؟

كان جمال عبد الناصر أول حاكم مصري منذ زمن الفراعنة “منذ 2500 سنة” يحكم مصر حقاً. حيث لم يبرز أي زعيم آخر قبل أو منذ ذلك الحين كرمز للقومية العربية والنضال ضد الاستعمار الأوروبي والهيمنة الأوروبي
ة. ولم يكن هناك أي زعيم عربي آخر في تاريخنا الحديث مثل عبد الناصر في قدرته على تعبئة الناس، والاستحواذ على الاهتمام ونيل الاحترام من شريحة متنوعة من المجتمعات في مختلف أنحاء العالم العربي أو قادر على تشكيل الفكر السياسي العربي. فقد كان ناضح الجاذبية والقوة؛ واستطاعت ابتسامته الصادقة والبسيطة اختراق قلوب أتباعه، وانطلقت خطاباته لتمكِّن الملايين من العرب الذين سعوا للحرية والكرامة. ولكن عبد الناصر كان أيضا نتاج عصره. ففي هذا الوقت، كانت نضالات التحرر الوطني مستعرة من أفريقيا إلى أمريكا اللاتينية، وحملت شعوبها الأمل لقدر أكبر من العدالة الاجتماعية والكرامة بعد عقود من الحكم الاستعماري الأجنبي المهين.

وكان لجمال عبد الناصر رؤية ومشروع وطني لمصر. والذي كانت له ثلاث ركائز أساسية، هي:


 1- الاستمرار في زيادة الاستقلال الاقتصادي لمصر، من خلال تأميم وتمصير الصناعات والمؤسسات التي كانت مملوكة في السابق للأجانب.

2- تفعيل وتنفيذ خطط التنمية الاقتصادية الخمسية التنفيذية، التي تضمن لمصر المساواة في الوصول إلى الأسواق العالمية، وإعادة هيكلة النظام العالمي.

3- إعادة توزيع الدخل والثروة على مختلف الطبقات الاجتماعية والاقتصادية في مصر.

وكان عبد الناصر ديكتاتور خيّراً أكثر منه زعيماً ديمقراطياً بالمفهوم الحديث، ولكنه رغم ذلك لم يكن فاسداً. فقد كان أمراً واضحاً ومبرهناً عليه أن عبد الناصر لم يحقق مكاسب شخصية –سواء سياسية أو مالية- من موقفه. وعاش كرجل أسرة، وارتدى الملابس المتواضعة ، وأصرّ على ألا يُمنح أولاده أي امتيازات خاصة، كما أصرّ على أن يعاملوا مثل أقرانهم من الأسر العادية. وقد تأثرت حاشيته بسلوكه هذا، وانعكس هذا السلوك عليهم في أنماط معيشتهم أيضاً. حيث لم يتسامح عبد الناصر أو يقبل مطلقاً أن يحقق أي شخص مكاسب شخصية على حساب المصلحة العامة والمال العام.

 وقد عاشت الطبقة الوسطى خلال فترة عبد الناصر حالة من التقشف الشديد، وافتقدت القدرة على الحصول على أية بضائع باستثناء تلك المصنعة في مصر. وبسبب هذا التقشف في فترة جمال عبد الناصر كان من السهل ملاحظة وقوع أي حالة الفساد، وكان يُقابل مرتكبها بازدراء شديد من قِبل الجميع، لذلك لم تكن حالات الفساد قليلة فحسب، بل وكانت سهلة الملاحظة، ومرفوضة اجتماعياً بشدة كذلك.

ورغم حالة التقشف تلك إلا أنه كان هناك شعور واسع النطاق بالفخر والملكية والأمل في البلاد، وهو الشعور الذي دفع الشعب إلى قبول إجراءات التقشف تلك. فهذا الشعور بالفخر والإنتماء إلى مشروع وطني جعل الناس أكثر استعداداً للتضحية باحتياجاتهم الشخصية من أجل الصالح العام.

 إلى جانب ذلك وضع عبد الناصر التعليم على رأس الأولويات الوطنية. فقد كان مؤمناً بأن التعليم لابد أن يكون متاحاً ومجانياً لكل المصريين. وأنشأ نظام تعليم أقر حق الجماهير في مستقبل أفضل من خلال تحسين وتطوير أنفسهم من خلال التعليم “وليس من خلال الثروة والاستيلاء على المال كما حدث خلال فترة حكم السادات”.

 وشملت رؤية عبد الناصر دور قوي ومحوري لمصر في المنطقة العربية، وكذلك في بلدان الجنوب. حيث كان عبد الناصر واحداً من أوائل القادة الذين تنبئوا بضرورة استبدال نموذج الدولة ذات السيادة القومية بنموذج الدولة ذات السيادة الإقليمية أو بالاتحادات الإقليمية التي من شأنها أن تكون مستقلة وقوية اقتصادياً وسياسياً. وهو أمر يُحسب لعبد الناصر لأنه بالبحث في تاريخنا -وخاصة فيما يتعلق بالأحداث السياسية والاجتماعية- يتضح لنا أن ما أدى إلى عرقلة أي إمكانية للتنمية في المنطقة هو تمكن القوى الغربية من الحفاظ على انقسام العرب بينهم وبين بعضهم وانقسامهم على أنفسهم. كما كان عبد الناصر أيضاً واحداً من أوائل القادة في زمنه -أو على الأقل من أوائل القادة في منطقتنا- الذين نظروا إلى نصف الكرة الجنوبي والبلدان النامية أو العالم الثالث لتحقيق التآزر والتعاون معهم. وقد آمن عبد الناصر بأن تجارب وخبرات الجنوب ستكون أكثر ملائمة لظروفنا، وذلك قبل أن يخرج إلى حيز الوجود اتجاه وكالات التنمية الدولية المعروف بـ”الجنوب للجنوب”.

وكما قلت مسبقاً كانت وطنية عبد الناصر نتاج حقبته، ففي جميع أنحاء بلدان الجنوب ظهرت حركات تحرير قومية جديدة، تشاركت مع عبد الناصر حلم الاستقلال عن النفوذ الغربي. واستطاع عبد الناصر أن يفهم جيداً أن حركات التحرير القومية الجديدة تلك وثيقة الصلة بنا، ولهذا قام بعقد التحالفات والصداقات مع نكروما، وفيدل كاسترو، وتشي غيفارا وغيرهم. كما أسس عبد الناصر في عام 1961 حركة عدم الانحياز، وذلك جنباً إلى جنب مع تيتو (رئيس جمهورية يوغوسلافيا)، ونهرو (رئيس الهند) وسوكارنو (أول رئيس لإندونيسيا) بهدف التعبير عن صوت مستقل لولايات أمة ما بعد التحرر الاستعمار. وذلك في الفترة التي تم فيها تقسيم بقية العالم ما بين حلفاء وأتباع للمعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، أو أتباع للمعسكر الشرقي بقيادة اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية. فجاءت “حركة عدم الانحياز” كمحاولة من مؤسسيها لخلق حلفاء جدد وآليات دعم الاقتصاديات المتنامية بعيداً عن احتكار الغرب أو الشرق.

 وقد انتقد العديدون عبد الناصر للعديد من القرارات الاقتصادية والسياسية التي اتخذها على مدار عقود لاحقة لفترة حكمه. إلا أنه مع الوقت يتضح أكثر فأكثر أهمية وأثر السياق التي صدرت في إطاره هذه القرارات. فقد تعلمت أنه في تصميم وتقييم المشاريع يجب قياس الإنجازات أو الإخفاقات التي تمت ومقارنتها بالأهداف الأصلية للمشروع وضمن السياق الأصلي والظروف الأصلية للمشروع. فقبل إصدار أي حكم لابد من القياس والمقارنة بالأنظمة السابقة، وليس عقد المقارنات قياساً بالوضع الأمثل الذي ربما لا يكون واقعياً أو قابلاً للتحقيق في وقت عمل المشروع في مقابل البدائل الممكنة وقتها. فعلى سبيل المثال فإن ثورة يوليو كان من أن تنتهي بتولي الشيوعيين الحكم أو تنتهي بوضع مشابه لما كانت تواجهه مصر في ظل عهد الإخوان من اغتصاب المتطرفين الدينيين للسلطة.

 ولسنوات عديدة بعد وفاة عبد الناصر تم انتقاد إنشاء السد العالي في أسوان. ومع ذلك، عندما ضرب الجفاف أفريقيا جالباً معه آثاراً قاسياً استمرت لعدة سنوات كان السد العالي هو ما أنقذ مصر، فنهر النيل هو شريان الحياة بالنسبة. والآن وبعد تهديدات إثيوبيا بقطع إمدادات المياه لنا من خلال إنشاء السد الجديد الخاص بهم، فإننا نتذكر أنه خلال عهد جمال عبد الناصر كانت علاقاتنا مع أفريقيا قوية لدرجة أن أي بلد أفريقي لم تكن لتجرؤ على خسارة صداقتنا. فقد كانت مصر الأخت الكبرى الداعمة لكثير من الدول الأفريقية الأخرى.

 فكانت ثورة يوليو المصرية مصدر إلهام للناس الذين كانوا يعيشون تحت الحكم الاستعماري في جميع أنحاء العالم، وخاصة بالنسبة للعرب والأفارقة. ولأول مرة منذ قرون يحكم مصر زعيم مصري فخور بتراثه الأفريقي. ففي كتاب عبد الناصر “فلسفة الثورة” وصف هوية مصر باعتبارها نابعة من ثلاث دوائر: العربية والإسلامية والأفريقية. وكان أول زعيم يضع مصر بقوة داخل سياق أفريقي.

 وكان التزام عبد الناصر والتفاني لقضية التحرر الأفريقية هو ما جعله محبباً ووثيق الصلة بالقادة الأفارقة الذين لديهم نفس التفكير. فقد آمن عبد الناصر بالتعايش مع هذه الهويات كلها في آن واحد، وكان فخوراً بكونه مصرياً وعربياً وأفريقياً. ولم يعانِ من عقدة النقص التي عانى منها غيره من زعماء جنوبيين آخرين والذين أرادوا محاكاة الغرب لاعتقادهم أن ذلك أفضل. وكان فخوراً بتعاونه وتضامنه مع زعماء الجنوب.

 أيضاً فقد انتقد خبراء الاقتصاد سياسة عبد الناصر الاشتراكية وسياسته في التأميم الصناعي. وأنا لا أستطيع أن أنكر أن العديد من الرأسماليين المصريين تمت معاملتهم بشكل غير عادل وضاعت استثماراتهم التي حققوها على مدار حياتهم. ولكن لا يمكن لأحد إنكار أنه في ذلك الوقت كانت نسبة 0.5٪ فقط من سكان مصر تسيطر على 90٪ من ثروة بلادنا واقتصادها.

وكانت الفجوة الكبيرة فيما بين الأغنياء والفقراء والتجاهل والازدراء تجاه الغالبية العظمى من المصريين في فترة ما قبل حكم عبد الناصر تشبه إلى حد بعيد ما تحولت إليه مصر خلال السنوات العشر الأخيرة لحكم مبارك. ولذلك لا عجب أن عام ثورتيّ 1952 و 2011 جاءتا بمثابة صرخة من قِبل الشعب وللشعب، لأن مصر كانت تعاني من ظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية متشابهة جداً في كلتا الفترتين.

 كما أن أحد الأسباب الرئيسية لشعبية عبد الناصر أيضاً هو كونه أكثر من اقترب من تحقيق إصلاح اجتماعي واقتصادي حقيقي، والذي لم نجده في غيره من الزعماء العرب سواء قبل مجيئه للحكم أو منذ ذلك الحين. حيث كان عبد الناصر أول زعيم عربي في التاريخ الحديث يواجه بطريقة واقعية مشاكل مثل الإصلاح الزراعي، والتنمية الصناعية، والنزاهة الحكومية، والتعليم الشامل، وغيرها.

 فبالنسبة للإصلاحات الزراعية التي قام بها عبد الناصر.. فعلى الرغم من صحة بعض الانتقادات التي وجهت لها من وجهة النظر التقنية، إلا أنه من وجهة النظر الاجتماعية والسياسية كانت هذه الإصلاحات والقرارات مهمة للمصريين لتأكيد أنهم بمقدورهم امتلاك وتشارك الأراضي الخاصة بهم والتأكيد على أنه ليس بالضرورة أن يكونوا عبيداً للآخرين طوال حياتهم. وأرى أنه بغض النظر عن شكل الحكومة يجب أن يشعر المواطنون بنوع من القدرة على الملكية ويجب أن يشاركوا في صنع القرار، وأن يكون لهم حصة في ثروات بلادهم.


ونجد أن حالة الغالبية العظمى من المصريين في عصر ما قبل عبد الناصر كانت سيئة للغاية، حيث عانوا من الفقر الشديد والجهل، وكانوا غير متعلمين، وكان الحراك الاجتماعي يشعر به بشكل أكبر مَن ينتمون إلى الطبقة المتوسطة “والذين لم يمثلوا سوى نسبة قليلة من المجتمع المصري آنذاك”.

 ففي رأيي، كان خطأ عبد الناصر الرئيسي والأكبر هو خوض الحروب، سواء حرب اليمن أو حرب عام 1967. فكلاهما استنزفانا عاطفياً واستهلكا مواردنا. وقد خضنا كلا الحربين بدون تخطيط سليم أو تقييم لقدراتنا. وكلاهما انضبا ثرواتنا وقدراتنا لتحقيق نمو اقتصادي جاد. فلو كان عبد الناصر قد ركز فقط على النمو الاقتصادي الداخلي باستخدام جميع الموارد المتاحة في ذلك الوقت، لربما كان قادراً في وقت لاحق على تنفيذ وتحقيق أهدافه السياسية في خلق أمة عربية متحدة. وأعتقد أنه كان ينبغي عليه أن يؤجل توريط مصر في حروب لمساعدة دول عربية أخرى لتصير مستقلة، حتى يتم بلورة أوضاع مصر الخاصة الاقتصادية والاجتماعية أولاً.

 وأقول هذا وأنا غير متأكدة ما إذا كان الغرب وإسرائيل من شأنهما أن يسمحا لمصر القوية في الظهور والاستمرار. فمنذ البداية، رأت إسرائيل في قيادة عبد الناصر تهديداً. وبعد تأسيسها اعتمدت إسرائيل على الأنظمة الضعيفة -التي كانت إما حلفاء أو أذناب للقوى الغربية- لضمان أنه لن يكون هناك أي دعم للنضال الفلسطيني. ولذلك، فقد جسدت قيادة عبد الناصر للشعوب العربية تحطيماً لما كانت إسرائيل تنظر إليه كحاجز يحميها من قيام الشعب العربي الداعم للفلسطينيين برفض الكيان الإسرائيلي.

 وأعتقد أن رؤية عبد الناصر كان أساسها هو فهم أن القوى الغربية لن تسمح بوجود دولة مصرية قوية. وكلنا نتذكر كيف أن البريطانيين والفرنسيين لم يسمحوا لمحمد علي أن يجعل من مصر دولة قوية، وكيف أنهم قاموا بمهاجمته عندما أحسوا أنه يتخطى حدوده.


 وتعد العراق من الأمثلة المعاصرة لتلاعب القوى الغربية بالقادة العرب من أجل منع ظهور أو هيمنة دولة عربية قوية. فلا يمكن إنكار حقيقة أن صدام حسين كان طاغية عاش الكثيرون في خوف منه، إلا أنه في نفس الوقت استفادت العراق تحت حكمه من وجود نظام تعليم ممتاز، ورعاية صحية، وبنية تحتية، وكانت تقوم بتطوير الطاقة النووية لديها. وعلى الرغم من أن غزو الكويت في التسعينيات كان قراراً غبياً صادراً عن صدام حسين وحده، إلا أنني لازلت أوافق الآخرين في أن جنون صدام وتعاظم الشعور بأهمية الذات عنده تم التلاعب بهما بذكاء وغذتهما قوى معينة لتشجيعه على غزو الكويت، ومن ثم الهجوم عليه في وقت لاحق على فعل ذلك. فضعف الدولة المصرية في هذا الوقت (باعتبارها قوة مستقرة) مع تعاظم القوة والسلطة والثروة والتعليم في العراق، جعلت إسرائيل تنظر للعراق بوصفها تهديد، وبالتالي نظرت الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها -في ذلك الوقت- بريطانيا للعراق بوصفها تمثل تهديداً.


 لذلك رأى عبد الناصر خلال فترة حكمه أن العرب بحاجة إلى التوحد، لأن كل بلد عربية لن تكون قادرة على الصمود وحدها في وجه القوى الغربية التي لا تريد ظهور دولة قوية تتحدي أمن إسرائيل في المنطقة. فكان مؤمناً أن العرب يجب أن يتحدوا ويدافعوا عن وجودهم. كما كان يعتقد أيضاً أن العديد من الحكام العرب في ذلك الوقت كانوا حلفاء للغرب والولايات المتحدة الأمريكية وكانوا يعملون ضد مصالح شعبهم.

 ولهذا تحملت مصر قيادة القومية العربية مما أثقل كاهلها بمسؤوليات ثقيلة، تضمنت أكثر من أي شيء آخر الدفاع عن العالم العربي والقومية العربية والقضية الفلسطينية ضد إسرائيل. وترتب على هذه المسؤوليات أعباء اقتصادية ضخمة ومخاطر أمنية غير محسوبة، والتي أدت -في رأيي- إلى هزيمة 1967.

 لقد أحب عبد الناصر مصر وشعبها، وكان علمانياً، ورفض طلب قادة الإخوان المسلمين بجعل الحجاب إلزامياً، مشيراً إلى أنه خياراً شخصياً. وبالنسبة لعبد الناصر كان وجود نظام علماني بمثابة إستراتيجية ضرورية لمقاومة القوى الرجعية التي تحيط مصر وتعرقل الخطط التقدمية والثورية للجماهير المصرية. فقد آمن عبد الناصر بتعزيز العلمانية والدولة المدنية، التي يتم فيها إرجاع الأمور الدينية إلى النطاق الخاص بها.

 وقد وضع نظام عبد الناصر قوانين عمل تحترم النساء، فكان مؤمناً أن المرأة لا يجب أن تُعاقب لقيامها بدورها الإنجابي. وأُعطت المرأة في عهد عبد الناصر حق التصويت والترشح لمنصب الرئاسة، وذلك قبل سويسرا بعشرين عاماً.

 لكل هذه الأسباب أحب جمال عبد الناصر .. الزعيم المصري الوحيد في رأيي الذي أحب مصر أكثر من نفسه .. الرجل الصادق مع نفسه .. الساذج في بعض الحالات وعديم الخبرة كزعيم سياسي -على وجه اليقين- نظراً لأنه كان أول زعيم مصري يحكم مصر بعد قرون من الحكم الأجنبي .. الرجل الذي أحب مصر فأحبته مصر في المقابل. وإذا كان لديك أيها القارئ أية شكوك في هذا، انتقل لموقع اليوتيوب وشاهد لقطات من جنازته، التي حضرها الملايين من المصريين من جميع أنحاء البلاد وجاءوا إليها بالقطار، والسيارات، والحافلات وحتى مشياً على الأقدام ليملئوا الشوارع بأعداد لم يسبق لها ولم يليها مثيل -حتى في أيام ثورة يناير 2011- فقط ليقولوا له “وداعاً يا جمال”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق