يسألونك عن "النور".. قل سوف "يظلم"

بالطبع جميعنا يتابع مارثوان الانتخابات البرلمانية، والتي حددت لها اللجنة العليا للانتخابات موعدًا في السادس والعشرين من أكتوبر المقبل، كما أننا نتابع وعن كثب الأحزاب أو التحالفات أو الأشخاص الذين قرروا خوض المعركة الانتخابية، ولكننا في الحقيقة لا نعلم إن كانوا فعلًا يريدون بها خيرًا للوطن وللشعب، أم يريدون أن يقتصر خيرها عليهم فقط دون سواهم! ولكننا إحقاقًا للحق لن نعمم هذا الموقف على كل الأطراف، فهناك من نعلمهم جيدًا ونعلم مدى حبهم لهذا الوطن، وهناك من لا يزال موقفه غير واضح لنا حتى الآن، وهناك من نعلم مدى خبثهم وحقدهم لهذا الشعب حتى ولو تلونوا كالأفعى وغيروا مواقفهم.

ولنكن صريحين، كلنا نعلم من يمثل ذلك النوع الأخير، وكلنا نعلم ماذا يفعل لكي يحقق حلمه مرة أخرى بالحصول على نسبة كبيرة من مقاعد البرلمان المقبل، فالحقيقة أن "حزب النور" لم يترك طريقًا ليحول موقفه السياسي إلا وتحول، ولم يترك أي أسلوب من أساليب الدعاية إلا وسلكه.

فما رأيك إذن عزيزي القارئ في أن نُجري تجربة سويًا؟.. دعنا نفتح محرك البحث "جوجل"، ونكتب به جملة "حزب النور يؤيد"، وننتظر اقتراحات المحرك، هل نكتبها سويًا؟.. "حزب النور يؤيد السيسي، حزب النور يؤيد حازم، حزب النور يؤيد محمد مرسي، حزب النور يؤيد شفيق"!.. وأعتقد أن هذه الجمل كفيلة لتبين لنا أن هذا الحزب يتحول كما تفعل الأفعى، ويحاول بشتى الطرق أن يكسب الجميع لصفه، ولكنه نسي تمامًا في زخم صراعه السياسي قاعدة هامة جدًا وهي "مؤيد الكل خسران".

والآن يتبع الحزب مبدأ جديد مغاير لمواقفه السابقة بدرجة 360 درجة، إذ يوجد على قوائم الحزب مرشحات ومرشحين مسيحيين، كما رأينا صور المرشحات السيدات على صفحات الدعاية، بعد أن كان يتم استبدال صور المرشحات برموز!، وبعيدًا عن هذه النقطة التي من الممكن أن يراها البعض شكلية، كان من أهم مبادئ الحزب منع المرأة من تولي المناصب العليا لأن هذا ظلم لها وذلك لنقص عقلها ودينها، مستندين إلى  تفسيرهم الخاطئ لبعض الآيات القرانية، والحقيقة أنا غير مقتنعة على الإطلاق بما يقوله أعضاء الحزب بأن ترشيح المرأة على قوائمهم جاء نتيجة إيمانهم القوي بدور المرأة القوي والمؤثر!، فأين كان هذا الإيمان عندما طالبتم بتغيير قوانين الأحوال الشخصية؟!، أين كان إيمانكم بالمرأة عندما حاربتم مواد حقوق المرأة بالدستور؟!، فلا داعي إذن إلى هذه الإدعاءات التي ستسلب من قيمتكم أكثر.

ونأتي الآن إلى أساليبه في الدعاية الانتخابية له ولمرشحيه، فمؤخرًا أثبت حزب النور وعن جدارة أنه وجه آخر مماثل لحزب "الحرية والعدالة" المنحل -الذراع السياسي لجماعة الإخوان الإرهابية، فمازال يتم توزيع أكياس الزيت والسكر والأرز، والقوافل الطبية وتوزيع الوجبات ونماذج لامتحانات الثانوية العامة، وأخيرًا  توزيع عقار السوفالدي لعلاج فيرس  C، وهذا الإسلوب من الدعاية من المفترض أنه لا يتماشى مع معطيات المرحلة الحالية، مثل الوعي الذي تولد إلى بعض فئات الشعب فيما يخص خطورة  الأحزاب الدينية على مستقبل هذا الوطن، وذلك بعد تجربة صعبة ومريرة مررنا بها جميعًا خلال تواجد الإخوان الإرهابيين في الحكم.

ورغم إيماني بوعي بعض الفئات كما ذكرت سابقًا، إلا أن التساؤل الذي استحوذ على مساحة كبيرة من تفكيري خلال الفترة الماضية وهو "كيفية توعية المواطنين خاصةً في المناطق الريفية والصعيد بخطورة الأحزاب الدينية"، خاصةً بعد أن تابعت أساليب الدعاية التي ينتهجها حزب النور.

ثم تابعت الحملة التي أطلقها بعض قوى الشباب وأعضاء حركة تمرد تحت اسم «لا للأحزاب الدينية»؛ لحل هذه الأحزاب، ونجحوا حتى الآن في تجميع 200 ألف استمارة لحل هذه الأحزاب، وإذا سارت هذه الحملة على نهجٍ سليم نحو  هدفها الأساسي، فإنني أتوقع أن يكون لها دورًا كبيرًا ومؤثرًا في توعية المواطنين البسطاء بخطورة هذه الأحزاب التي تحاول أن تكسب أصواتهم بسلع أو أدوية أو المتاجرة باسم الدين.


وأخيرًا، فأنا أطالب كل مواطن مصري وكل مواطنة مصرية بأن يعمل كل ما في وسعه في إطار توعية البسطاء من الشعب بخطورة هذه الأحزاب ونواياهم المكنونة بصدورهم تجاه هذا الوطن، وأنا على يقين وثقة بأننا إذا توحدنا جميعًا لتحقيق هذا الهدف، فإننا سنحققه وبكل تأكيد، فمادام استطاع المصريون إسقاط نظام حكم إرهابي، ومادام استطاع المصريون بناء مشروع قومي مثل قناة السويس واكتشاف حقل غاز طبيعي، فإننا سننجح بالتأكيد في أن يكون البرلمان القادم معبرًا عنا جميعًا دون تواجد أي عناصر دخيلة ترغب في تشويه صورتنا وحلمنا، وسننجح في "إظلام" الأحزاب الدينية التي تعتقد أنها أحزاب نور.

تم نشر الموضوع بتاريخ 25 سبتمبر 2015 على بوابة الجمهورية أونلاين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق