رسالة اعتذار للرئيس السيسي

فخامة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي- رئيس جمهورية مصر العربية

أتقدم أنا المواطنة إيمان بيبرس بالاعتذار لسيادتكم لأنني كنت واحدة من هؤلاء الأشخاص المحبين لوطنهم الذين طالبوك بترك منصبك بالقوات المسلحة وطالبوك بتولي رئاسة الدولة في ظل هذه الفترة الصعبة، فأنا اعترفت أنني أخطأت حينما ظننت أن جميع الشعب سيلتف حولك ليمشي معك في مسيرة التقدم والنمو التي رسمتها لنا وشرعت في تحقيق خطى عظيمة بها، اعتذر أنني كنت سأعتبرك "خائن" إن لم تكمل جميلك على هذا الوطن وتتولى إدارته.

اعتذر لسيادتكم وبشدة على الأعين العمياء التي لم تر إنجازًا واحدًا من الإنجازات الكثيرة التي فعلتها خلال العام ونصف الماضيين، رغم أننا في فترة تعافي من ثورتين وتعطل الاقتصاد لمدة 5 سنوات، فأن تقوم بتسديد 6 مليارات دولار لقطر ليس بإنجاز، وكذلك أن تسدد 4 مليار دولار لنادي باريس من ضمن الدين الخارجي لمصري، أو أن تسدد 4 مليار دولار لشركات البترول العاملة في مصر، وهو ما أدى إلى مضاعفة البحث والتنقيب لنجد اكتشافات بترولية كبيرة وضخمة، كما أن حفر قناة السويس الجديدة في عام بأموال مصرية 100% ليس بإنجاز، وعقد صفقات تسليح ضخمة تجاوزت 100 مليار في عام واحد ليس بإنجاز، وزيادة القدرة القتالية لدى الجيش المصري وتسليحه بأقوى وأحدث الأسلحة ليس بإنجاز، وبناء تحالفات عسكرية جديدة من شأنها كسر النفوذ الأمريكي بالمنطقة مثل التحالف المصري الروسي ليس بإنجاز، وهو نفس الحال بالنسية لبدء إنشاء العاصمة الجديدة على أحدث طراز معماري في العالم، وبدء إنشاء مدينة العالمين الجديدة لتصبح أجمل المدن العالمية والسياحية، وإنشاء الشبكة القومية للطرق وتطوير الطرق فى مصر لتواكب المستوى العالمي وإنشاء عدد من الكباري الجديدة.

وعندما ترفع "وكالة موديز للتصنيف الإئتماني" التصنيف الائتمانى لمصر في عز الأزمات التي تمر بها، وكذلك أن يتوقع البنك الدولي أن يرتفع معدل النمو لمصر إلى 5%، ليس بإنجاز رغم أن نفس البنك توقع لبعض دول شمال إفريقيا المستقرة في الأحوال الأمنية والاقتصادية أن يزيد معدل نموها إلى 2%، وعندما نبدأ بإنشاء محطات نووية ليس بإنجاز، وفوق كل ذلك تطهير سيناء من الإرهاب المدعوم من أجهزة مخابراتية دولية ليس بإنجاز، والوقوف ضد مخطط تقسيم ليبيا وتدريب الجيش الليبي والشرطة الليبية داخل مصر، والوقوف ضد مخطط تقسيم سوريا لتدمير الجيش العربي من خلال دعم الحل السياسي.

وما يؤلمني يا ريس ويؤلم ملايين المصريين معي، هو وجود إناسٍ لا تعترف بكل هذا، بل أنها لا تراه من الأساس، وهؤلاء في الحقيقة من الأفضل أن يدير شئون أمورهم شخصًا مثل أبو الفتوح، وهو رجل محترم ولم يكن يقبل يد مرشد الجماعة الإرهابية الذي قال يومًا "طز" في مصر ، ولم يعلم الشباب كيفية عمل قنبلة ولم يكن يدخل الجامعة بالسلاسل والجنازير.

وأنا أتصور وأرى أن أبوالفتوح سيحقق لهم أحلامًا كثيره مثل إخراج أعضاء الجماعة الإرهابية من السجون، ليتولوا شئون الدولة ويمكنهم مثلًا أن يولون البلتاجي وزارة الداخلية ليقوم بنفسه بتطهيرها!، أو يقوم بتقديم قناة السويس الجديدة على طبق من فضة لقطر لأننا لن نستطيع أن نعمل بها شيئًا، وبصفته طبيبًا قبل أي شئ سيكافئ الأطباء الذين يقومون باحترام المرضى ولا ينسون "الفوط" داخل بطون المرضى، ويضربون السيدات الحوامل أثناء ودلاتهنّ لأنهم يصرخنّ وصوت المرأة في عرفه عورة. وأعتقد يا سيادة الرئيس أن لديك فكرة عن خطة أبو الفتوح لتشغيل الشباب والتي تتمحور حول إرسالهم لسوريا لمحاربة الزنادقه والشيعة، وتزويج الفتيات من سن 12 سنة فور بلوغهنّ.

وهناك اختيارات أخرى لهؤلاء يا سيادة الرئيس، فهناك حمدين صباحي، الذي يتمتع بعلاقة جيدة بجماعة الإخوان ورفقاء الميدان، وهو ما سيسعد أمريكا التي يمكن لها أن تترك لنا القاهرة نعيش بها بعد أن تقدم سيناء لحماس وحلايب للسودان والصحراء الغربيه لدواعش ليبيا.

ومن الممكن أن نفعل مثلما فعلت أمريكا وهو أن نختار ممثلا هزليا أو مهرجا يتولى إدارة الدولة، فريجان كان من أكثر الرؤساء الذين أحبهم الشعب، فيمكننا أن نختار عمرو أديب أو إبراهيم عيسى أو باسم يوسف، ومنها سيقومون بتسليتنا بخفة ظلهم! حتى أنه يمكننا أن نختار جابر القرموطي وكل يوم تحدث مشكلة يظهر لنا بزي مختلف.

ووقتها سينخفض سعر الدولار الذي أثار جنونهم خلال الأيام الماضية، وسيعود باسم يوسف ليقدم برنامجًا تثقيفيًا من طراز خاص يعيد إلينا ثقافتنا وذاتنا التي انهارت عقب إيقاف البرنامج، ووقتها أيضًا سينزل الشباب للعمل والتطوع للعمل في الشوارع ورصفها وإصلاح حال البلاد، وسيتوقف الإرهاب لأننا سنعطي سيناء للحمساوية ونحل مشكلة اسرائيل، كما أننا سنعطي الصحراء الغربية للدواعش الذين بدورهم سيخلقون فرص عمل للشباب

وما يؤلمني أيضًا يا فخامة الرئيس أن هناك العديد من الفئات التي تعتقد أنك تستطيع القضاء على كل المشكلات المتراكمة التي تواجهنا في ليلة وضحاها، مثل الفساد المنتشر في الكثير من المؤسسات والمنظومات الحكومية، أو أفعال وفساد بعض أمناء الشرطة التي تشوه سمعة شهدائنا، واسمح لي سيادة الرئيس أن أعبر لك عن عدم اتفاقي مع حبس إسلام البحيري، ولكنني أقدر كل ذلك؛ فقد سبق وأن قلت بنفسك في العديد من المرات أنك لا تمتلك عصا سحرية، ورغم ذلك فأنا أرى بوضوح أنك تسير بخطى ثابتة تجاه القضاء على كل السلبيات التي لن يتم القضاء عليها بيوم وليلة مثلما يعتقد البعض، ومن هنا اعترف أننا أقحمناك في كل هذا.

وختامًا يا رئيسنا العظيم، أكرر اعتذاري لك وبشدة لأننا لم نستطع حماية اختيارنا وهو فخامتك، عذرًا لك على أنك أول رئيس نعشقه ويصبح "نور عينينا" ولكنه لم يأت على هوى البعض من "الفسدة" الداعين للخراب والهدم.

هناك تعليقان (2):